يفشل بعض متداولي الفوركس مندفعين بحماسهم نحو التداول دون أي معرفة تذكر. أن تكون شغوفاً بتداول الفوركس، هذا لا يعني أن التداول من دون إجراء أي أبحاث قد يفيدك. مثل جميع المهن الأخرى، يحتاج الفوركس إلى التدريب أيضاً. ولا ننسى أن فترة التعليم النظري يجب أن تليها فترة تدريب مهني ليصبح المتداولين جاهزين للسوق. ما هي أهمية تعلم الفوركس؟ وكيف يمكننا اعتبار التعليم هو العامل الأساسي لنجاح أي متداول؟
ما هو الفوركس؟
الفوركس أو تداول العملات الأجنبية هو شراء وبيع العملات السيادية ومنتجات الفوركس الأخرى. فعند تبادل العملات في بنك أو مكاتب الصرافة، فإن الأسعار التي نجدها يتم تحديدها مباشرة من خلال ما يحدث في سوق الفوركس. تستند تحركات أسعار الصرف إلى مزيج من الظروف الاقتصادية والأحداث العالمية وأسعار الفائدة والسياسة وعوامل أخرى. نتيجة لذلك، فإن سوق الفوركس عالي السيولة ولديه أكبر حجم تداول مقارنةً بالأسواق العالمية الأخرى.
يتكون سوق الفوركس من نشاطين رئيسين: التجارة التي تسهل المعاملات الاقتصادية والمضاربة. بالنسبة للشركات والكيانات الأخرى العاملة في الأسواق الدولية، فإن شراء وبيع العملات الأجنبية أمر لا بد منه. كما يشكل المضاربون الجانب الآخر من تداول العملات الأجنبية. فالتداول قصير الأجل وعالي الحجم شائع جداً حيث يستفيد من التقلبات الصغيرة جداً في أسعار العملات، وهذا ما يفسر جزئياً حجم التداول الهائل. كما يتطلع المتداولون إلى كسب المال من خلال الفرص طويلة الأجل مثل تقلب أسعار الفائدة.
يمكن أن يمثل تداول الفوركس تحدياً للمستخدمين الصغار. فبدون الاقتراض أو وجود مبلغ كبير من رأس المال يصبح التداول أكثر صعوبة. وقد أدى هذا الجانب إلى قيام البنوك والمؤسسات المالية الدولية بتوفير معظم الحجم الذي نراه في سوق الفوركس.
الفوركس ليست طريقاً للثراء السريع
يتناسب مبلغ المال الذي تكسبه من أي وظيفة بشكل مباشر مع الوقت والجهد المبذولين لاكتساب المهارات اللازمة لأدائها. يمكن لمتداول الفوركس الناجح أن يفحص كميات هائلة من البيانات في ثوانٍ. يمكنه بعد ذلك تحليل البيانات لتحديد الاتجاهات واتخاذ القرارات بسرعة فائقة. إذاً القدرة على التحليل التي يملكها متداول الفوركس هي مهارة وبالطبع هذه المهارة يجب تطويرها بجهد مركز ويتم إتقانها من خلال الممارسة المستمرة. وبالتالي إن كنت تظن أن الفوركس طريقة للثراء السريع وجني المال بدون أي تعب فأنت مخطئ، صحيح أن متداولي الفوركس يجنون أرباح كبيرة ولكن هذه الأرباح هي نتيجة لقضائهم ساعات لا حصر لها في التعلم وتطوير استراتجيات التداول الخاصة بهم.
لذلك من المهم للغاية أن يستثمر متداول فوركس المبتدئ في دورات تعليم الفوركس. ولا ننسى أن الأموال التي تنفق على التعليم ما هي إلا استثمارك في ذاتك.
فهم الأساسيات
تسمح دورة فوركس للمتداول المبتدئ بفهم أساسيات التداول. تداول الفوركس له مصطلحاته الفريدة التي قد تبدو غريبة لغير المطلعين عليه. وإلى جانب المصطلحات، فإن بعض الحسابات الأساسية مثل اشتقاق عرض أسعار مباشر من عرض أسعار غير مباشر هي أيضاً جزء من دورة الفوركس الأساسية فمن المستحيل التداول بدون معرفة هذه الأساسيات. الآن، الأمر متروك للمتداول إذا كان يريد أن يتعلم تدريجيًا من مصادر مختلفة عبر الإنترنت أو دفعة واحدة عبر دورة تداول الفوركس.
ما تأثير الأخبار على الفوركس؟
للأخبار تأثير كبير على سوق الفوركس، حيث تتحرك العملات صعوداً وهبوطاً عندما تصدر الحكومة بيانات حول مؤشرات الاقتصاد الكلي مثل التضخم والبطالة.
بصفتك متداولاً في فوركس، فإن هذا الوقت المناسب لدخول السوق أو الخروج منه. يضمن التقلب الهائل أن تلمس الأسعار ارتفاعات غير واقعية أو قيعان غير واقعية مما يوفر فرصاً للمتداولين لتحقيق ثروة. ومع ذلك، لكي يتمكن المتداول من القيام بذلك، يجب أولاً أن يحتفظ بالفعل بمركز في العملة الأساسية ويجب أن يكون قادر على التأكد من مدى الحركة التي ستحدثها الأخبار. يتضمن ذلك فهماً عميقاً للاقتصاد الكلي، والذي يتم تدريسه عادةً لمتداولي الفوركس من خلال الدورات التدريبية.
إنشاء استراتيجيتك الخاصة
كما ذكرنا في بداية المقال أن لا توجد استراتيجية فوركس سحرية تضمن لك الأرباح وتجنبك الخسائر دون أي مخاطر. بدلاً من ذلك، توفر الإستراتيجية لك مجموعة عامة من القواعد التي ستكون بمثابة مبادئ إرشادية أثناء التنقل بين الارتفاعات والانخفاضات في الأسواق.
لا يحتاج المتداول إلى قضاء الوقت والمال في محاولة بناء هذه الإستراتيجية من نقطة الصفر. فالعديد من الأبحاث المكثفة تم إجراؤها حول هذا المجال. ستمكّن دراسة هذا الأبحاث متداول الفوركس من بناء استراتيجية فعالة دون الحاجة إلى قضاء الكثير من الوقت في اكتساب الخبرة.