ما هي تفاصيل الميزة الجديدة المقدّمة من شركة ليدجر؟ وما سبب رد الفعل العنيف من قبل بعض المستخدمين؟
أثارت الخدمة الحديثة المسماة “Ledger Recover” التي قدمتها ليدجر Ledger، الشركة المصنعة لمحافظ التشفير الفعلية والباردة، جدلاً واسعًا بين مجتمع العملات المشفرة. إن السبب في ذلك يعود إلى إتاحة هذه الخدمة للمستخدمين إمكانية استعادة عبارات الاسترداد المفقودة أو المنسية، والتي تعتبر ضرورية للوصول إلى أصول التشفير.
لقد أثار بعض المستخدمين مخاوف بشأن تداعيات الأمان والخصوصية لهذه الخدمة، مع الحديث عن أنها تقوض التزام الشركة المعلن بالخصوصية والأمان.
من جهتها، تدّعي محفظة ليدجر أن الخدمة آمنة ومأمونة، حيث يتم الاحتفاظ بعبارة الاسترداد في شكل مشفر ومقسمة للتخزين من قبل أطراف متعددة. تتطلب الخدمة أيضًا من المستخدمين التحقق من هويتهم، وذلك قبل متابعة عملية الاسترداد. وقالت ليدجر: “الهدف من الخدمة هو مساعدة المستخدمين الذين ليس لديهم طريقة أخرى للوصول إلى أموالهم”.
مع ذلك، فقد انتقد بعض خبراء التشفير الخدمة، بحجة أنها تقوض المبدأ الأساسي للحفظ الذاتي واللامركزية. إنّهم يزعمون أن الخدمة تعرض المستخدمين لمخاطر محتملة من القرصنة، التصيد الاحتيالي أو هجمات الهندسة الاجتماعية.
بالإضافة إلى ما سبق، فهم يحذرون من أن الخدمة يمكن أن تخلق إحساسًا زائفًا بالأمان بين المستخدمين، الذين قد يصبحون مهملين بشأن عبارات الاسترداد. لذا، فقد اقترح بعض المستخدمين أن على ليدجر، بدلاً من ذلك، تثقيف المستخدمين حول كيفية تخزين عبارات الاسترداد ونسخها احتياطيًا بشكل صحيح.
من جانبه، دافع باسكال غوتييه، الرئيس التنفيذي للشركة، عن الخدمة قائلًا: “هذا ما يريده العملاء في المستقبل. هذه هي الطريقة التي يشترك بها مئات الملايين القادمة من الأشخاص فعليًا في العملة المشفرة”.
إنّ هذه الحادثة تؤكد على التوتر المستمر منذ فترة طويلة بين الشركات التي تركز على البلوكتشين والتي تتطلع إلى جذب مستخدمين جدد وشرائح ذات تفكير أيديولوجي من مجتمع التشفير، حيث قد يكون من الصعب مواءمة تجربة المستخدم مع المُثل العليا.
بالمقارنة مع المحافظ الساخنة المستندة إلى المتصفح مثل ميتاماسك، التي تظل متصلة بالإنترنت في جميع الأوقات، أو محافظ المنصات مثل بينانس، التي تحتفظ بالعملات المشفرة نيابة عن العملاء، فإن المحافظ الفعلية تعتبر الطريقة الأكثر أمانًا للاحتفاظ بالعملات المشفرة.
عند إعداد المحفظة، فإن هناك سلسلة عشوائية من الكلمات، تسمى عبارة الاسترداد، تعمل كمفتاح استرداد للمحفظة السرية. غالبًا ما يُطلب من المستخدمين كتابة العبارة وإخفائها في مكان آمن. لكن، يعاني نظام عبارة الاسترداد من بعض المشكلات الواضحة في تجربة المستخدم، بحيث إذا فقد الشخص العبارة، فليس لديه خيارات لاسترداد أمواله.
ومثلما يمكن استخدام العبارة لاستعادة المحفظة، يمكن استخدامها لكسر المحفظة إذا وقعت في الأيدي الخطأ. نتيجة لذلك، قدمت ليدجر خدمة اختيارية لاسترداد عبارة الاستعادة بقيمة 9.99 دولارًا شهريًا لمالكي محفظة Nano X، حيث توفر الخدمة طريقة للأشخاص لحفظ عبارات الاستعادة دون القلق بشأن فقدانها.
- البنوك المركزية تدرس سياسات العملات الرقمية للبنوك المركزية للبيع بالتجزئة
- بينانس تعلق الودائع للرموز المميزة المجمعة.. ما السبب؟
- كوين بيس تواصل جهودها القانونية ضد لجنة الأوراق المالية والبورصات.. فما الهدف؟
- إليك 5 عملات مشفرة رائجة قد تفاجئك في عام 2023!
- خلال أسبوعين.. سعر عملة PEPE ينهار بنسبة 65٪!
عند الاشتراك في “Ledger Recover”، يتم تشفير المفتاح الخاص وتكراره وتقسيمه إلى ثلاثة أجزاء، مع تأمين كل جزء بواسطة شركة منفصلة، وكل جزء من هذه الأجزاء المشفرة لا فائدة منه بمفرده. عندما تريد الوصول إلى محفظتك، يرسل طرفان من الأطراف الثلاثة جزءًا إلى محفظة ليدجر، ويجري إعادة تجميع الأجزاء معًا لبناء المفتاح الخاص.
استجاب جزء من مجتمع التشفير لأخبار الميزة بغضب، زاعمًا أن تقسيم المفتاح المشفر وإرساله إلى أطراف خارجية قد يجعله عرضة للخطر، وبالتالي يقوض الغرض الكامل لمحفظة ليدجر مقابل خيارات التخزين البديلة.
وأشار المستخدمون إلى مشكلة خاصة مع مطلب قيام عملاء “Ledger Recover” بتوفير هوية صادرة عن الحكومة للشركة، إذا رغبوا في استخدام الخدمة. بالنسبة للبعض في مجتمع التشفير، تنتهك هذه الخطوة مبادئ التشفير الأساسية حول الخصوصية.
واستخدم بعض النقاد التحديث كفرصة للحديث عن السجل الأمني للشركة، حيث عانت في عام 2020 من خرق للبيانات أدى إلى كشف رسائل البريد الإلكتروني لما يقرب من 10000 عميل. وبالرغم من عدم تعرض أي محفظة للاختراق نتيجة للهجوم، فإنّ الحادث ترك انطباعًا سيئًا عن ممارسات أمان الشركة مع قاعدة مستخدميها المهتمين بالتكنولوجيا.
بالمقابل، دافعت ليدجر عن ممارساتها الأمنية، وأكدت أن خدمة الاسترداد الجديدة اختيارية تمامًا، ونفت الادعاءات بأن خدمتها الجديدة ترقى إلى أي نوع من “الباب الخلفي”. ووفقًا للشركة، فإنها تخطط لفتح التعليمات البرمجية المصدرية للخدمة في المستقبل، وذلك حتى يتمكن المستخدمون من معرفة كيفية تشفير الخدمة لبيانات المستخدم وطريقة عملها الآمنة.