بين مؤيد ومعارض، بدأ الذكاء الاصطناعي بأخذ حيزٍ كبير من اهتمام الشركات الكبرى. فما هي خطة ماسك للاستفادة من هذه التقنية؟
بينما يعمل عمالقة التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم على تجسيد فكرة امتلاك تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدة البشر في حياتهم اليومية، يعتقد البعض أن خطر تحول التكنولوجيا الناشئة إلى شريرة لا يزال وشيكًا.
وبالنظر إلى هذا الاحتمال، ذكّر إيلون ماسك، الذي كان أحد الداعمين الأوائل لشركة OpenAI، الناس بقدرة الذكاء الاصطناعي على تدمير الحضارة.
في 15 مارس، ظهرت خطة ماسك لإنشاء شركة ناشئة جديدة للذكاء الصنعي إلى العلن، وذلك بعد أن جمع فريقًا من الباحثين والمهندسين في مجال الذكاء الصنعي وتحدث مع المستثمرين حول ضخ الأموال في المشروع الذي من شأنه أن ينافس بشكل مباشر ChatGPT من شركة OpenAI.
ووفقًا لتقرير صادر من صحيفة فاينانشيال تايمز، فإن ماسك قد حصل على 10 آلاف وحدة معالجة رسومات عالية الطاقة من شركة إنفيديا، التي تساعد في تحقيق هدفه ببناء نموذج لغة ذكاء اصطناعي مشابه لروبوت الدردشة ChatGPT. إضافة إلى ذلك، فقد وظف إيغور بابوشكين، وهو باحث بارز ترك مؤخرًا وحدة “ديب مايند للذكاء الاصطناعي” التابعة لشركة ألفابت المالكة لشركة جوجل، جنبًا إلى جنب مع عدد قليل من الآخرين.
ويقال إن المشروع يعمل بشكل منفصل عن تويتر وتيسلا، لكن ماسك قد يستفيد من موارد إمبراطوريته التجارية للمساعدة في تطوير المشروع.
ومع ذلك، يواصل ماسك دق ناقوس الخطر بشأن الإمكانات الخطيرة للذكاء الاصطناعي المتقدم، مع التحذير من قدرته على تدمير الحضارة البشرية إذا ترك دون رادع. لقد كرر ماسك كلامه بشأن الإمكانات المدمرة للذكاء الاصطناعي – تمامًا مثل أي تقنية أخرى – إذا وقع في الأيدي الخطأ أو تم تطويره بنوايا سيئة.
ووفقًا لماسك، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي خطيرًا، حيث قال: “الذكاء الاصطناعي قد يكون أكثر خطورة من سوء إدارة تصميم الطائرات أو صيانة الإنتاج أو إنتاج السيارات السيئة”. وعلى الرغم من اعترافه بأن الاحتمال منخفض، فقد قال: “مهما كان ذلك الاحتمال يعتبر صغيراً، لكنه ليس عبثيًا، إذ إن الذكاء الاصطناعي لديه إمكانية تدمير الحضارة”.
ومع استمرارية النقاش حول هذا الموضوع، قدم ماسك دعمًا قويًا لحديثه عبر قوله: “أي شخص يعتقد أن الاحتمال الذي يشكله هذا الخطر معدوم فإنه جاهل”.
- البنوك المركزية تدرس سياسات العملات الرقمية للبنوك المركزية للبيع بالتجزئة
- بينانس تعلق الودائع للرموز المميزة المجمعة.. ما السبب؟
- كوين بيس تواصل جهودها القانونية ضد لجنة الأوراق المالية والبورصات.. فما الهدف؟
- إليك 5 عملات مشفرة رائجة قد تفاجئك في عام 2023!
- خلال أسبوعين.. سعر عملة PEPE ينهار بنسبة 65٪!
من ناحية أخرى، يظل رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا، مثل بيل جيتس، أكثر تفاؤلاً بشأن الذكاء الاصطناعي والتأثيرات الإيجابية التي يمكن أن يجلبها للبشرية. وفي 13 أبريل، أصبحت أمازون أحدث عملاق تقني ينضم إلى سباق إنشاء خدمات الذكاء الصنعي، حيث يسمح “أمازون بيدروك “Amazon Bedrock” للمستخدمين ببناء وتوسيع تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ووفقًا لشركة أمازون، فإن خدمة “بيدروك Bedrock” تسمح للمستخدمين بتخصيص نماذج المؤسسة بشكل خاص باستخدام بياناتهم الخاصة، ودمجها ونشرها بسهولة في تطبيقاتهم.
يشار إلى أنّ سعي ماسك بشأن مشروعه الجديد للذكاء الاصطناعي يخضع إلى المزيد من التدقيق بالنظر إلى تحذيراته حول التكنولوجيا.
في الشهر الماضي، انضم ماسك إلى أكثر من 1000 خبير في توقيع خطاب مفتوح يدعو إلى التوقف لمدة ستة أشهر عن تطوير أنظمة الذكاء الصنعي المتقدمة. لقد أوضح الخطاب أن التوقف ضروري لحماية الجمهور، حتى يتم تطوير بروتوكولات السلامة المناسبة وفحصها من قبل خبراء مستقلين للصناعة.
في هذا الشأن، استشهد الخبراء بالمخاطر المحتملة بما في ذلك انتشار الدعاية والكذب وخطر فقدان الوظائف وفقدان السيطرة على حضارتنا، إضافة إلى تطوير العقول غير البشرية التي قد تتفوق من حيث العدد أو الذكاء على العقول البشرية.
في المقابل، يجادل منتقدو الخطاب، بمن فيهم الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل، إريك شميدت، بأن التوقف لمدة ستة أشهر عن تطوير الذكاء الصنعي يسمح للمنافسين الدوليين باكتساب ميزة حاسمة على الولايات المتحدة.
يذكر أن هذه التعليقات ليست الأولى التي يحذر فيها ماسك من المخاطر الوشيكة للذكاء الصنعي، إذ أكد في شهر فبراير أن الذكاء الصنعي هو أحد أكبر المخاطر على مستقبل الحضارة. قال ماسك خلال ظهوره في القمة العالمية للحكومات في دبي: “يحمل الذكاء الاصطناعي، في حال كان إيجابيًا أو سلبيًا، وعدًا كبيرًا وقدرة كبيرة، ولكن يأتي مع ذلك أيضًا خطرٌ كبير”. أيضًا، شبه ذلك باكتشاف الفيزياء النووية، حيث كان لديك قدرة على توليد طاقة نووية، إلى جانب صنع قنابل نووية.