ارتفاع سعر الإيثريوم قبل ترقية شنغهاي المرتقبة.. ماذا بعد؟

ماذا تعرف عن ترقية الإيثريوم الجديدة؟ وما هو تأثيرها على سعر العملة؟.. اقرأ التفاصيل في هذا الخبر

ارتفع سعر عملة الإيثريوم هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى منذ تسعة أشهر، وذلك قبيل ترقية الشبكة الرئيسية التي يزعم بعض المتحمسين للعملات المشفرة بأنها ستجعل العملة الرقمية استثمارًا طويل الأجل أكثر ربحية. فلقد ارتفعت ثاني أكبر عملة مشفرة في العالم بنحو 6٪ خلال الأيام الثلاثة الماضية، متجاوزة الـ 1900 دولار، في حين أن عملة البيتكوين بقيت ثابتة تقريبًا.

تجدر الإشارة إلى أنّ ترقية البلوكتشين المرتقبة، التي يطلق عليها اسم “شابيلا”، ستسمح لأصحاب العملة الرقمية بسحب الأصول المخزنة. ففي الوقت الحالي، يجب على المستثمرين استخدام المنصات المركزية مثل بينانس أو بروتوكولات التمويل اللامركزي مثل ليدو، لاستبدال عملات الإيثريوم المخزنة مقابل عملة ذات قيمة معادلة.

يقلل السماح بعمليات سحب العملة من مخاطر الاحتفاظ بالعملات المخزنة، التي تعرف أيضًا باسم مشتقات تخزين السيولة LSD. وعلى هذا النحو، تمتعت عملات الحوكمة المرتبطة بمختلف منصات السيولة بارتفاع كبير في الأسعار، حيث تمثل منصات تخزين السيولة اللامركزية نسبة 33.3٪ من إجمالي عملات الإيثيريوم المخزنة.

يُذكر أنّ هذه المنصات قد ظهرت للسماح لحاملي عملة الإيثريوم بالمشاركة في تخزين العملة وكسب عملات مشتقات تخزين السيولة في المقابل، حيث يمكن إعادة استخدام هذه العملات في جميع أنحاء عالم التمويل اللامركزي لكسب عائد إضافي.

لقد تمتعت عملات الحوكمة لأفضل منصات تخزين السيولة (LDO) و (RPL) و (FXS) بمكاسب نسبية في آخر 24 ساعة. يتبع الارتفاع الأخير نمطًا مشابهًا لموجات الحماس السابقة المحيطة بتحديثات الشبكة. ففي شهر سبتمبر الماضي، صعدت الإيثريوم قبل انتقال تاريخي إلى طريقة أكثر كفاءة في استخدام الطاقة لتأمين الشبكة، تسمى “إثبات الحصة”.

في السابق، كان لدى الإيثريوم شبكة واسعة من المعدنين يشغلون حواسيب متخصصة تحل المعادلات الرياضية من أجل التحقق من صحة المعاملات. بعد ما يسمى بالترقية “ميرج” في شهر سبتمبر، انتقلت عملة الإيثريوم إلى نظام إثبات الحصة، واستبدلت المعدنين بالمصدقين. بدلاً من تشغيل كميات كبيرة من الحواسيب، يستفيد المدققون من ذاكرة التخزين المؤقتة الحالية كوسيلة للتحقق من المعاملات وصك العملات الجديدة.

تمثل ترقية شنغهاي، في 12 أبريل، اكتمال انتقال الإيثريوم الكامل إلى إثبات الحصة، وتتيح عمليات سحب الإيثريوم المقفلة. لقد قال داني رايان، الباحث في مؤسسة إيثريوم، فيما يتعلق بترقية سبتمبر: “تصبح العملة نفسها أحد الأصول الإنتاجية ذات العوائد”. في حقبة ما بعد الدمج، ستتخذ عملة الإيثريوم بعض خصائص الأصول المالية التقليدية، بما في ذلك دفع الفوائد إلى حامليها.

وأضاف رايان:” قد يكون هذا هو العائد الأقل خطورة داخل نظام الإيثيريوم البيئي، إضافةً إلى أن العائد من التمويل اللامركزي يتضمن عقودًا ذكية وأنواعًا أخرى من مخاطر الطرف المقابل”.

من المعروف أنّ الإيثريوم هذا العام كانت أقل أداءً من البيتكوين، حيث ارتفعت عملة الإيثريوم بما يقرب من 59٪، مقابل مكاسب البيتكوين بنسبة 70٪ في عام 2023. مع ذلك، فقد ساعدت المكاسب الأخيرة للإيثيريوم في سد هذه الفجوة.

في الوقت الحالي، يتم تخزين أكثر من 18 مليون عملة إيثريوم بقيمة تبلغ نحو 32.5 مليار دولار، مما يعني أن 15٪ من إجمالي المعروض من الإيثريوم تعتبر أصولًا مقفلة. في المقابل، ستلغي الترقية القادمة إقفال الكثير من هذه القيمة، مما يمنح أصحابها مزيدًا من التحكم في أصولهم.

في هذا الشأن، هناك بعض القلق من أنّ فك الكثير من العملة قد يكون له تأثير كبير في السوق. حتى مع عمليات السحب المحدودة، فإن ما قيمته 2.4 مليار دولار من عملة الإيثريوم قد يصل إلى السوق المفتوحة. فمن المحتمل أن يحدث هبوط في السعر بعد وقت قصير من الانتهاء من الترقية، حيث يتم فك قدر كبير من عملة الإيثريوم، ويبيع العديد من الأشخاص أيضًا العملة.

يُذكر أنّ النسبة بين الفائدة المفتوحة لخيارات البيع والشراء على الإيثريوم وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ مايو، وقد يشير ذلك إلى تراكم الرهانات الهبوطية بسبب ترقية الشبكة. من أصل 18 مليون عملة إيثريوم مقفلة، فإنه يجري تخزين ما نسبته 70٪ منها من خلال بروتوكولات مثل ليدو، مما يوفر قدرًا من السيولة للمستثمرين.

في الخاتمة، قد يؤدي امتلاك القدرة على إيداع وسحب العملة إلى تشجيع المزيد من المستثمرين على المشاركة فيها، حيثُ يتوقّع بعض المحللين تدفقًا كبيرًا لرأس المال عبر الشبكة بمجرد إثبات أن الأموال التي تم تجميعها يمكن أخذها بسهولة نسبية.