حالة من الحذر تشوب أوساط العملات الرقمية، حيث يفضّل العديد من المستثمرين الابتعاد عن المجازفة وتجنب المخاطرة وسط تحركات البيتكوين الباهتة في هذا الوقت بالذات، انتظارًا وترقباً لما سيحدث هذا الأسبوع. ففي 13 من كانون الأول/ديسمبر، يُتوقع أن تعقد لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب الأمريكي جلسة الاستماع الأولى بشأن انهيار FTX، قبل أن يتم عقد جلسة استماع اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ في اليوم التالي. لقد اضطر سام بانكمان فرايد، الرئيس التنفيذي السابق والمؤسس المشارك لشركة FTX، للرضوخ للإدلاء بشهادته أمام اللجنة بعد أن تم استدعائه من قبل الجهات المعنية بالتحقيق.
من المتوقع أن يستمر هذا التحقيق لأسابيع عدة، وسيكون له تأثير على أسعار العملات المشفرة على المدى الطويل بسبب طبيعته التنظيمية. يعتبر القرار الذي سيصدر من اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) التابعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في 14 ديسمبر، مهمًا للمستثمرين ومستخدمي منصات تداول العملات المشفرة عمومًا.
بالرغم من ذلك كله، فإنّ الأسواق قد قامت فعلًا برفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وذلك بعد التعليقات المحورية التي أدلى بها رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” الشهر الماضي. مع ذلك، تبقى حالة القلق عند المستثمرين حول حالة الركود المحتملة في عام 2023 أمر لا محالة منه بسبب أخطاء البنك السابقة.
ولقد تساءل إيلون ماسك، رجل الأعمال المعروف والرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، يوم الجمعة قائلاً: ” إذا رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرة أخرى الأسبوع المقبل، سيتضاعف حجم الركود”. أما سفين هنريش، مؤسس شركة Northman Trader، فقد علّق برده على “ماسك” قائلًا: ” إنّ رفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل سيعزّز الركود، وسيؤدي إلى مزيد من الفوضى في الأسواق”.
يبدو أنّ شبح حدوث ركود طويل الأمد للعام المقبل، يُعّد أمرًا متوقعًا تستعد البنوك والشركات المالية الكبرى لاحتمالية حدوثه. فقد ورد في تقرير لـ “Citi Global Wealth Investments” ما مفاده: ” من المحتمل أن تواجه الولايات المتحدة ركودًا معتدلًا العام المقبل، مما يؤدي إلى خسارة ما يقدر بحوالي مليوني وظيفة”. قالت الشركة في أحدث تقرير لتوقعات الثروة:
“نعتقد أنّ رفع أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي وتقلص محفظة السندات كانا صارمين بما يكفي للتسبب في انكماش اقتصادي خلال عام 2023. إذا لم يوقف الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة مؤقتًا حتى يرى انكماشًا، فقد يترتب على ذلك ركودًا أعمق”.
بدوره، أشار كليفورد بينيت، كبير الاقتصاديين في شركة “إيه سي سي” للأوراق المالية، إلى أنّ الأسواق قد تنخفض بنسبة 20٪ تقريبًا في النصف الأول من عام 2023 خلال فترة الركود. يستطرد “بينيت” قائلًا: ” أشعر أنه يجب على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يبطئ وتيرة رفع أسعار الفائدة في ظل قراءة معتدلة لمؤشر أسعار المستهلك. وقد أضاف ايضًا:
” إنّ هذا وعلى المدى الطويل سيضعف الدولار، وبالتالي سيكون له تأثير إيجابي على أسعار الأصول والسلع المسعّرة بالدولار، مثل البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى”.