لايزال الموقف الروسي تجاه البيتكوين والعملات الرقمية غير مستقر، فقد قامت السلطات الروسية بحظر منصة OKX ومنع مواطنيها من الوصول إليها. تُعّد هذه المنصّة ثالث أكبر منصة للعملات الرقمية في العالم من حيث حجم التداول، فلماذا تقوم دولة مثل روسيا بحظر منصة OKX؟
حظر منصة OKX
كشفت وكالة رقابة الإنترنت الروسية عن أن موقع منصة OKX محظور بموجب المادة 15.3 من قانون حماية المعلومات في روسيا. بحسب قانون حماية المعلومات الروسية، يحمي هذا الحكم من التهديدات المحتملة للمؤسسات المالية المركزية. لكن، لم يتم تقديم سبب محدد لحظر المنصة من قبل الحكومة الروسية، كما لم تتفاعل منصة OKX مع الخبر حتى الآن.
يُذكر أنّ منصة OKX ليست البورصة الوحيدة التي تستهدفها روسيا، فوفقًا لكوستاريف، الرئيس الإقليمي لشركة باينانس (Binance) في آسيا، فقد تم تقييد موقع باينانس ايضاً من قبل محكمة روسية في يونيو 2020. وكانت باينانس قد أكّدت سابقًا بأنها لم تتلق أي شكاوى من الحكومة، وأنّها لم تكن على علم بالقائمة السوداء إلا بعد ثلاثة أشهر من تنفيذها.
قالت المحكمة في ذلك الوقت: ” السبب هو إصدار واستخدام عملات بيتكوين لامركزية تماماً، ولا توجد طريقة للحكومة لتنظيمها، وهو ما يتعارض مع القوانين الروسية الحالية”. لكن، نجحت باينانس في عكس الحكم لصالحها بحلول يناير 2021.
منذ ذلك الحين، تعمل الهيئات التنظيمية في روسيا جاهدة لتحديد مركزية العملة الرقمية ضمن الإطار التنظيمي الحالي للبلاد. لكن في الواقع، هناك خلاف كبير بين بنك روسيا ووزارة المالية حول وجوب حظر العملات الرقمية تماماً أو تنظيمها في روسيا.
في الأشهر الأخيرة، تمّ التوصّل إلى اتفاق مشترك بعد موافقة المجلس والرئيس فلاديمير بوتين على قانون يحظر استخدام العملات الرقمية كشكل من أشكال الدفع في البلاد. في المقابل، فقد أشارت إدارة بوتين مؤخرًا إلى اهتمامها بتبني العملة الرقمية للتجارة الدولية، لا سيما كوسيلة للتحايل على العقوبات الغربية. من الواضح أنّ موقف حكومة روسيا تجاه العملات الرقمية متقلب للغاية، ولا يستطيع مستخدمو العملات الرقمية في روسيا تحديد وجهة البلاد تجاه العملات الرقمية.
يُشار إلى أنّ منصة باينانس قد قامت بتقييد الخدمات المقدّمة للمواطنين الروس في أبريل الماضي، وذلك امتثالًا لقيود الاتحاد الأوروبي ضد روسيا بسبب التقلبات الجيوسياسية الأخيرة.
ماذا بعد الحظر؟
كيف سيستطيع مواطنو روسيا ممارسة نشاطهم المعهود مع هذه المنصات المحظورة؟ يبدو أنّ الخيار الوحيد المتاح أمام المقيمين في روسيا هو اللجوء إلى “شبكة خاصة افتراضية”، أو ما يطلق عليها اختصاراً (VPN). مع ذلك، فقد ذكرت إدارة قناة OKX الروسية بأنها لا توصي باستخدام VPN عند الوصول إلى موقع الويب، وذلك بسبب إمكانية تشغيل ضوابط المخاطر الخاصة بهم والتسبّب في حظر حساباتهم.
بعد حظر منصة OKX، هل ستستمر روسيا بحظر المزيد من منصات العملات الرقمية والبلوكتشين؟ أمّ أنّها ستتراجع عن عدائها قريبًا؟ لننتظر ونرى ما هو مستقبل العلاقة بين روسيا والعملات الرقمية.