يبدو أنّ حالة من الشلل المؤقت قد أصابت سوق العملات الرقمية مؤخرًا، حيثُ نشرت منصّة Nomics، أكبر منصّة لفهرسة بيانات وإحصائيات العملات الرقمية، تقريرًا صادمًا حول تردّي أوضاع الكثير من العملات الرقمية. فقد أظهر التقرير عجز أكثر من 12 ألف عملة رقمية عن تسجيل أيّ حجم تداول لشهر أو أكثر من هذا العام. فهل سنشهد انهيار سوق العملات الرقمية قريبًا؟
أكثر من 12 ألف عملة رقمية بدون حجم تداول!
أظهر التقرير الذي أعدّته Nomics مدى قسوة سوق الكريبتو الهبوطي الذي نشهده حالياً على مشاريع العملات الرقمية. فوفقاً للتقرير، عانت أكثر من 12100 عملة رقمية من انعدام حجم التداول لمدة شهر واحد على الأقل لهذا العام. فيما وصفت بلومبرج هذه المشاريع بأنّها “زومبي”، مبررةً ذلك بأنّ تلك المشاريع ليست “ميتة تقنياً” ولكنها أيضاً “ليست على قيد الحياة بالشكل الصحيح”.
الجدير بالذكر أنّ الكثير من هذه المشاريع لم تكن موجودة قبل عام 2021، لكن على إثر الارتفاع الكبير الذي شهده السوق في ذلك العام فقد انضمت الكثير من المشاريع إلى عالم الكريبتو، متأثرةً بالحماس الذي كان يسود تلك الفترة.
وها قد جاء عام 2022 ليثبت أنّه مختلفٌ تماماً عن العام الذي سبقه، فمع التضخم الذي تشهده العديد من دول العالم والوضع الاقتصادي الحرج الذي تعاني منه أغلبية الدول، بالإضافة إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فقد فضّل الكثير من المستثمرين الابتعاد عن الأصول الاستثمارية الخطرة كالعملات الرقمية. كما أدّى انهيار عملة تيرا (LUNA) والاختراقات العديدة التي شهدها عالم الكريبتو إلى ابتعاد الكثيرين عن سوق العملات الرقمية.
بالمقارنة مع الأعوام السابقة، تعتبر نسبة العملات المشفرة لعام 2022 هي الأعلى، فقد شهد عام 2018 ما يقارب الـ 136 عملة رقمية بدون حجم تداول، ليرتفع بعدها هذا الرقم إلى 766 في عام 2019.
هل سنشهد انهيار سوق العملات الرقمية؟
من المستبعد جداً أن نرى انهيار سوق العملات الرقمية، فعلى الرغم من التقلّب الذي يعاني منه سوق العملات الرقمية ووجود الكثير من المشاريع غير الجدّية فيه، تبقى الفكرة الأساسية التي يقوم عليها سوق الكريبتو أكبر بكثير من هذه الأمور. لكن كحال أيّ سوق هبوطي آخر يشهده سوق العملات الرقمية، من الطبيعي أن نرى فيه أفول عملات رقمية وظهور أخرى.
إخلاء مسؤولية
تنوّه عرب ماركت كاب متابعيها الأعزّاء إلى أنّ المحتوى المعروض والمعلومات الواردة فيه هي لغاية المعرفة والتثقّف فقط، ولا تُعبّر بالضرورة عن آراء المنصّة، ولا تُعّد توصيات خاصّة بالسوق. لذا، يتوّجب دائمًا القيام ببحث مكثّف واطّلاع واسع، مع ضرورة الحصول على مشورة مهنية قبل البدء بأول خطوة استثمارية في أيٍّ من المجالات المتاحة.