في دراسةٍ أجرتها منصة KuCoin عن مدى تبني واعتماد العملات الرقمية في المملكة العربية السعودية، وُجدَ أن حوالي 14% من السعوديين، إما يمتلكون حالياً عملات رقمية أو تداولوا العملات الرقمية في الأشهر الستة الأخيرة. فهل يعتبر سوق العملات الرقمية واعداً في المملكة؟ وما الدور الذي ستلعبه المملكة في المنطقة؟ هذا ما سنناقشه معكم في هذا المقال.
دراسة KuCoin عن سوق العملات الرقمية في المملكة
ثلاثة ملايين مواطن سعودي دخلوا إلى عالم العملات الرقمية
كشفت الدراسة التي أجرتها منصة KuCoin أنّ عدد مستخدمي العملات الرقمية، في شهر مايو من عام 2022، قد بلغ حوالي ثلاثة ملايين مواطن سعودي، بنسبة تقدر بـ 14٪ من السكان البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشر والستين عامًا. كما كشف الاستطلاع أن 17٪ من البالغين لديهم رغبة بالتعرف على مجال العملات الرقمية والاستثمار بها، خلال الأشهر الستة المقبلة.
المستثمرون الشباب هم الأكثر حماساً
ما يميز إحصائيات المملكة عن غيرها هو النسبة العالية جداً من المستثمرين الجدد؛ فأكثر من 76% منهم لا تتعدى خبرتهم السنة الواحدة في هذا المجال، و49% منهم بخبرة لا تتجاوز الستة أشهر.
أما بالنظر إلى المعلومات الديموغرافية، فيُظهر التقرير أن 63% من المستثمرين في العملات الرقمية هم من الرجال. وبالانتقال إلى التوزيع العمري، فيمثل الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين ما لا يقل عن ثلث المستثمرين في المجال.
وبالسؤال عن أسباب الاستثمار، صرّح أكثر من 42٪ من المستثمرين السعوديين عن خططهم لاستخدام هذه الأرباح في تحسين ظروفهم المعيشية، كما تضمنت الأهداف الأخرى شراء منزل جديد، الإدخار من أجل التقاعد، والإنفاق على مصادر الرفاهية الأخرى مثل السفر والتسوق.
“وسائل التواصل الاجتماعي” هي مصدر معلوماتهم الأول
أظهرت الإحصائية أن 84% من مستثمري العملات الرقمية في المملكة يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر أول للمعلومات، ولا سيما يوتيوب وتويتر. يليها منصات تداول العملات الرقمية والمواقع الرسمية للمشاريع بنسبة 47%، ومن ثم باقي المؤثرات مثل المجتمعات الإلكترونية، منصات بيانات العملات الرقمية، وسائل أخبار العملات والندوات الإلكترونية.
أنواع الاستثمارات التي يجريها المستثمرون
احتل التداول الفوري المرتبة الأولى مع تفضيل يقرب من نصف مستثمري المملكة له. أما باقي أنواع الاستثمار، التي تتضمن التخزين (Staking)و تداول العقود الآجلة والهامش، فكانت أقل شيوعاً في المملكة.
في الربع الثاني من عام 2022 وبالتزامن مع السوق الهبوطي التي شهدته العملات الرقمية، اعتمد 42% من المستثمرين على التداول الآلي (الذي يتم باستخدام بوتات التداول)، بزيادة تقدر بـ 7% عن الربع الأول لذات العام.
مستقبل سوق العملات الرقمية في المملكة
لفترة طويلة، اتّبعت المملكة العربية السعودية نهجاً حذراً تجاه العملات الرقمية. لكن في الرابع من سبتمبر، عيّنت الجهة التنظيمية المصرفية في المملكة العربية السعودية محسن الزهراني لقيادة برنامج البنك المركزي للأصول الافتراضية والعملات الرقمية.
يرجح الكثيرون أن التغير في موقف المملكة تجاه الأصول الرقمية قد تأثر بمكانة الإمارات العربية المتحدة في عالم الكريبتو؛ إذ أصبحت في الفترة الأخيرة مركزاً عالمياً للعملات الرقمية، مما خلق بعض الإلحاح في الرياض لصياغة المزيد من التشريعات تجاه فئة الأصول هذه، وذلك وفقاً لصحيفة بلومبرج.
و بالطبع، لا يمكن التغاضي عن أهمية سوق المملكة بالنسبة للشركات التي تخطّط لدخول المنطقة؛ فالمملكة العربية السعودية هي أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، مع عدد كبير من السكان الأثرياء.
كما أعربت المملكة، في فترة مبكرة من هذا العام، عن بحثها عن إمكانية تطبيق البلوكتشين في الحكومة، فنقلاً عن الأمير بندر بن عبد الله المشاري، مستشار وزير الداخلية، في لقاء أجراه مع Unlock Media، أشار فيه إلى الرحلة الطويلة التي تنتظرها المملكة قبل تمكنها من بناء حلول قائمة على البلوكتشين. إذ عبّرعن رأيه قائلاً:
“كانت هناك العديد من الاجتماعات والندوات، عبر الإنترنت، التي ناقشت تبني حلول البلوكتشين في الحكومة، ولكن في رأيي، لا يمكن لجميع هذه الدراسات واللوائح المساهمة في بناء حلول على البلوكتشين، ما لم يكن لدى المملكة موهوبون ومبتكرون ضمن مؤسساتها يمكنهم تطوير حلول باستخدام الـ Web3، البلوكتشين والعملات الرقمية”.
وأضاف:” إنّ المملكة، لا تحتاج فقط إلى توظيف خبراء في البلوكتشين، بل تحتاج أيضاً إلى العمل مع الجامعات للعمل على منهاج دراسي في مجال الـ Web3 والبلوكتشين”.