في آخر تطوّرات العلاقة بين تركيا والبلوكتشين، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن معلومات بخصوص مشروع “e-Human”، والذي سيعمل بنظام البلوكتشين في تركيا. ما هو هذا النظام؟ ولماذا البلوكتشين بالتحديد؟
تركيا والبلوكتشين
لطالما اشتهرت تركيا بكونها دولة صديقة للعملات المشفرة، إلى أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوماً شاملاً على استخدام العملات الرقمية في أبريل 2021، حيث حظرت الدولة المدفوعات الرقمية للسلع والخدمات المحلية.
لكن سرعان ما عادت تركيا بمشروع جديد، فقد تمّ الإعلان مؤخراً عن معلومات حول مشروع e-Human قبل قمة البلوكتشين الوطنية في تركيا. يُذكر أنّ المشروع الجديد سيستخدم تقنية البلوكتشين، وذلك لحماية جميع الخدمات والبيانات والقدرات التي يستخدمها النظام الوطني في تركيا. سيتم الاعتماد على البلوكتشين كنقطة خدمة رقمية لتبادل البيانات والتقنيات المرتبطة بالوظائف والتعليم وكسب المواهب.
على الرغم من إبداء الحكومة التركية مناهضتها للعملات الرقمية، فقد استمرت في البحث والتحرّي بخصوص نظام البلوكتشين حتى قامت بإنشاء مشاريع بلوكتشين خاصة. وكانت تركيا قد أعلنت في وقتٍ سابق عن خطط للبنية التحتية الوطنية للبلوكتشين، لكن من المحتمل أن يكون وباء فيروس كورونا قد أدى إلى عدم تنفيذها، وذلك بسبب عدم إصدار تحديثات بعد البيان الأصلي في ذلك الوقت.
بعد صدور الإعلان، شهدت منصة ريديت (Reddit) عدّة نقاشات عبّر فيها مجموعة من الداعمين للبلوكتشين عن استغرابهم من الموقف التركي، متسائلين عن سبب هذا التناقض الواضح، وعن إمكانية قيام تركيا برفع الحظر عن العملات الرقمية.
تجدر الإشارة إلى أنّ علاقة تركيا والعملات الرقمية كانت بمنأى عن الشارع التركي، فالموقف الشعبي تجاه العملات الرقمية كان مناقضًا جدًا لموقف الحكومة التركية في 2021. إلى الآن، تقام العديد من الأحداث والفعاليات المختصّة بالبلوكتشين في جميع أنحاء تركيا، مثل Istanbul Blockchain Week و Blockchain Economy Istanbul.
وفقًا لإحصائيات منصّة التحليل على الشبكة “Chainalysis” الأخيرة، تُعّد تركيا واحدة من أسرع أسواق العملات الرقمية نموًّا في الوقت الحالي. كذلك وفقاً لمؤشر تبنّي العملة الرقمية العالمي لعام 2022 من Chainalysis، تحتل تركيا مركزًا ضمن أفضل 20 دولة من حيث تبنّي العملة الرقمية في العالم.
من الواضح أنّ علاقة تركيا والبلوكتشين معقّدة نوعًا ما ويصعب التنبؤ بمستقبلها. فهل ستستمر تركيا في تناقضها بحظر العملات الرقمية من جهة وتبني البلوكتشين من جهة أخرى؟